دراسة يابانية: مواليد الشتاء أقل عرضة للسمنة بفضل ”الدهون البنية”

في اكتشاف علمي جديد قد يغيّر نظرتنا إلى الصحة من زاوية غير مألوفة، كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة توهوكو للطب في اليابان أن موسم ولادة الإنسان قد يكون له تأثير مباشر على وزنه ومعدل تراكم الدهون في جسمه لاحقًا في الحياة.
مواليد الخريف والشتاء.. حظ أوفر في مقاومة الدهون
بحسب الدراسة التي شملت تحليل بيانات 683 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 78 عامًا، وُجد أن الأشخاص المولودين بين شهري سبتمبر ونوفمبر أقل عرضة لتراكم الدهون في أجسامهم مقارنة بمن وُلدوا في فصلي الربيع والصيف، خصوصًا خلال شهري أبريل ومايو.
الدهون البنية.. كلمة السر في مقاومة السمنة
السر وراء هذا الاكتشاف يكمن في "الدهون البنية"، وهي نوع من الدهون المفيدة التي تعمل على حرق السعرات الحرارية لإنتاج الحرارة، ما يؤدي إلى رفع معدل الأيض وتقليل مؤشر كتلة الجسم (BMI).
الأشخاص الذين تمّ الحمل بهم بين 17 أكتوبر و15 أبريل، أي في الأشهر الباردة، أظهروا نشاطًا أعلى لهذه الدهون البنية، مما جعل أجسامهم أكثر كفاءة في حرق الدهون وتجنب تراكمها حول الأعضاء الحيوية.
حتى الطقس يؤثر قبل الحمل!
المثير في الدراسة أن التأثير لا يبدأ من الولادة فحسب، بل من مرحلة ما قبل الحمل، إذ أشار الباحثون إلى أن درجة حرارة الجو خلال فترة ما قبل الحمل – خاصة بالنسبة للأب – تترك "بصمة حرارية" في الحيوانات المنوية، تنتقل لاحقًا إلى الجنين، وتؤثر في قابلية جسمه لحرق الدهون.
كما أظهرت النتائج أن التباين الحراري اليومي، أي الفرق بين حرارة الليل والنهار، يسهم في تعزيز نشاط الدهون البنية.
تغير المناخ.. عامل خطر جديد في أزمة السمنة
وحذّر الباحث رافاييل تيبرينو من "المركز الألماني لأبحاث الصحة البيئية" من أن الاحتباس الحراري وتغير المناخ قد يؤديان إلى انخفاض نشاط الدهون البنية، وبالتالي ارتفاع معدلات السمنة عالميًا، خاصة مع قلة التعرض للبرد الطبيعي الذي ينشّط هذه الدهون.
أزمة السمنة العالمية.. أرقام تنذر بالخطر
وفقًا لتقرير حديث نشرته مجلة "لانسيت" الطبية، فإن معدلات السمنة في العالم تتزايد بوتيرة مقلقة، مع توقعات بأن تصل في عام 2050 إلى:
-
42.6% بين النساء (مقارنة بـ 31.7% في 2021)
-
39.5% بين الرجال (مقارنة بـ 29.3%)
-
18.4% بين الفتيات من عمر 5 إلى 14 عامًا (مقارنة بـ 12%)
-
15.5% بين الأولاد في نفس الفئة العمرية (مقارنة بـ 9.9%)
الصحة تبدأ من قبل الولادة
الدراسة اليابانية تسلط الضوء على بعد جديد في فهم عوامل السمنة، مؤكدة أن الظروف البيئية والتغيرات المناخية تلعب دورًا أكبر بكثير مما كنا نعتقد، وقد تؤثر حتى على الأجيال المقبلة قبل أن يولدوا.