الأحد 30 مارس 2025 12:57 مـ 30 رمضان 1446 هـ
بوابة أنا آدم
المدير العام منى باروما رئيس التحرير محمد الغيطي
×

الرجال يزدادون طولاً.. كيف يؤثر هذا التحول على صحتهم؟

الثلاثاء 25 مارس 2025 04:35 مـ 25 رمضان 1446 هـ

على الرغم من أن الطول الزائد قد يُعتبر في كثير من الأحيان سمة مميزة أو إيجابية، إلا أن الدراسات الحديثة تكشف عن آثار صحية معقدة قد تكون غير متوقعة. فالطول، في حين أنه قد يشير إلى بعض الفوائد الصحية، قد يرتبط أيضًا ببعض المخاطر الصحية، خاصة فيما يتعلق بزيادة فرص الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى.

الزيادة في الطول وأسبابها

في المائة عام الماضية، شهد العالم زيادة ملحوظة في متوسط الطول، لا سيما بين الرجال. هذا التغير الكبير في الطول يعود إلى التحسينات الملحوظة في الظروف المعيشية، مثل التغذية الأفضل والرعاية الصحية المحسنة، مما أسهم في زيادة الطول بشكل أسرع بين الرجال مقارنة بالنساء.

في دراسة حديثة أُجريت باستخدام سجلات الصحة العامة من عدة دول، تبين أن الرجال شهدوا زيادة في الطول بمعدل أسرع مرتين مقارنة بالنساء، ما يعكس التحسينات الكبيرة في مستوى الحياة. على سبيل المثال، في المملكة المتحدة، أصبح الرجال الذين يبلغ طولهم مترين اليوم يُعتبرون أطول من أي وقت مضى، في حين كانوا يُعدون الأطول في الشارع قبل قرن من الزمن.

الآثار الصحية السلبية للطول الزائد

لكن هذا التحسن في الطول ليس خاليًا من المخاطر الصحية. فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتمتعون بطول قامة أكبر قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان. والسبب في ذلك يعود إلى أن أجسامهم تحتوي على عدد أكبر من الخلايا، مما يعني فرصًا أكبر لحدوث الطفرات الخلوية التي قد تؤدي إلى تكوين الأورام. يشير الباحث جورج بتلر من معهد السرطان في جامعة لندن إلى أن الكائنات الأكبر في مملكة الحيوان، بما في ذلك الإنسان، تكون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان لذات السبب – زيادة عدد الخلايا.

كما أظهرت دراسة أجريت في كوريا الجنوبية على 23 مليون شخص أن هناك ارتباطًا بين زيادة الطول وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. وتعد هذه الظاهرة نتيجة لتحسينات الظروف المعيشية التي ساعدت في زيادة الطول، ولكنها في الوقت ذاته قد تكون مسؤولة عن تغيرات في الأنماط الصحية.

الآثار الصحية الإيجابية للطول الزائد

رغم أن الطول الزائد قد يرتبط ببعض المخاطر الصحية، إلا أن هناك جوانب إيجابية للأشخاص طوال القامة. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن الأشخاص الأطول قد يمتلكون ميكروبيوم معوي أكثر تنوعًا، مما يعزز من صحة جهازهم الهضمي. كما أن لديهم معدلات أفضل من الدهون في الدم وضغط دم أقل، ما قد يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

إضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بطول قامة أكبر قد يكونون أقل عرضة للإصابة ببعض الأمراض المزمنة بفضل وظائف الجسم المتطورة أو الأقل عرضة للإجهاد.

الطول الزائد والنساء

أما بالنسبة للنساء، فقد شهدت الدراسات أيضًا زيادة في الطول، حيث أصبح متوسط الطول في بعض البلدان مثل كوريا الجنوبية أطول بمقدار 20 سم مقارنة بما كان عليه قبل مائة عام. لكن مع ذلك، يظل هناك تباين في الزيادة بين الرجال والنساء، إذ يعتقد بعض الخبراء أن الطول الزائد يتطلب طاقة أكبر، وقد لا يكون له نفس التأثير البيولوجي أو الصحة لدى النساء كما هو الحال لدى الرجال.

الطول الزائد يمكن أن يُعدّ سمة إيجابية في العديد من الحالات، ولكنه ليس خاليًا من الآثار الصحية السلبية. من جهة، قد يرتبط الطول الزائد بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان بسبب زيادة عدد الخلايا في الجسم، لكن من جهة أخرى، يمكن أن يوفر بعض الفوائد الصحية مثل تحسين صحة الجهاز الهضمي، والحد من مخاطر الأمراض القلبية. وبالتالي، على الرغم من أن الطول قد يكون مؤشرًا على بعض الفوائد، إلا أن الاهتمام بالجانب الصحي العام يظل ضروريًا للموازنة بين هذه العوامل.