السبت 12 أبريل 2025 12:54 مـ 13 شوال 1446 هـ
بوابة أنا آدم
المدير العام منى باروما رئيس التحرير محمد الغيطي
×

الذكاء الاصطناعي: ثورة في التسوق والإعلانات الرقمية

الإثنين 10 مارس 2025 02:53 مـ 10 رمضان 1446 هـ

في عالمٍ متسارع، يعتبر جذب انتباه الجمهور عنصرًا أساسيًا لنجاح أي حملة تسويقية. إن تقديم محتوى يخاطب اهتمامات الجمهور هو السر وراء النجاح في هذا المجال. واليوم، أصبح بإمكان الشركات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة تصور الإعلانات والتسوق كطرق لاستكشاف مخصص. هذه الثورة التقنية تتطلب سرعة هائلة وتطورًا مستمرًا، وأصبحت الآن في متناول اليد بفضل الذكاء الاصطناعي.

مشاهدة الأشخاص للرياضة أو مقاطع الفيديو من صانعي المحتوى المفضلين لديهم على أجهزة التلفزيون، بينما يتصفحون موجزات الأخبار على هواتفهم، أصبحت جزءًا من حياتهم اليومية. ولكن السؤال الأهم هو: في أي مرحلة يلهمهم الاكتشاف للبحث، التسوق، والشراء؟ ففي فترات قصيرة، يتنقلون بين التطبيقات والمواقع الإلكترونية والأجهزة بحثًا عن محتوى يخاطبهم بشكل شخصي. فكيف يمكن للتكنولوجيا أن تجعل هذا الاكتشاف أسرع وأكثر تخصيصًا؟

اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي

لقد شهدنا في السنوات الأخيرة تطورًا مذهلاً في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما جعلها تحدث تحولًا في مجالي الإعلانات والتسوق عبر الإنترنت. في عام 2024، تم اكتشاف تطبيقات جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل تحسين توليد الصور وتنسيق المنتجات بشكل يتناسب مع اهتمامات الأفراد. الشركات بدأت أيضًا في دمج الذكاء الاصطناعي بشكل سهل في أدوات حملاتها، ما يسهم في تبسيط إدارة البيانات وتحقيق أقصى استفادة من هذه التقنيات.

مع الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات إنشاء محتوى تفاعلي وجميل ومخصص لكل فرد، مما يعزز التجربة الشخصية للمستخدم ويزيد من فعالية الحملات التسويقية.

الوصول إلى الجمهور المستهدف

يبحث الناس على جوجل عن كل شيء، من التخطيط لرحلاتهم إلى اختيار الجامعات، ولديهم أحيانًا فكرة محددة عما يريدون شراءه، ولكنهم غالبًا يكتشفون منتجات جديدة على جوجل أيضًا. هذا يعني أن المحتوى المقنع ليس هو العامل الوحيد الذي يجذب الانتباه، بل يجب أن يظهر المنتج في كل مكان يتواجد فيه المستخدم، بدءًا من اكتشافه إلى اتخاذ القرار النهائي.

وفقًا للبيانات، يقول المستهلكون إنهم استخدموا جوجل أو يوتيوب في ثلثي عمليات الشراء التي اكتشفوا فيها علامة تجارية جديدة أو منتجًا جديدًا.

الاستفادة من جماهير YouTube المتفاعلة

اليوم، يُعتبر صانعو المحتوى هم صانعو الأذواق الجدد. وبفضل تأثيرهم الكبير، تجذب هذه الفئة أعدادًا ضخمة من المتابعين. على سبيل المثال، تشير الأبحاث إلى أن المستخدمين على الإنترنت يثقون بتوصيات المؤثرين على يوتيوب بنسبة 98%، وهي نسبة أكبر بكثير من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

تعمل يوتيوب على تحسين الإعلانات التفاعلية التي تسمح للمشاهدين بالتعرف على المنتجات مباشرة في الإعلان دون مغادرة التجربة. كما تساعد العلامات التجارية على التواصل مع المبدعين للوصول إلى الجمهور بشكل أصيل من خلال الإعلانات التشاركية.

التفاعل مع العملاء

تقنيات جوجل مثل "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي"، "دائرة البحث"، و"عدسة" توفر طرقًا جديدة وأكثر طبيعية للتفاعل مع العملاء. نشهد الآن أكثر من 5 تريليونات عملية بحث سنويًا عبر جوجل، مع تطور الذكاء الاصطناعي، سيزيد تنوع الأسئلة التي يطرحها الأشخاص.

وهذا يفتح أمام الشركات فرصًا جديدة للتفاعل مع العملاء عبر أسئلة متنوعة وغير تقليدية. في عام 2024، تم إطلاق إعلانات عبر عدسة جوجل ودورات ثلاثية الأبعاد للصور، مما يتيح للمستخدمين تجربة منتجات معينة بشكل افتراضي قبل شرائها.

التفاعل الرقمي والتكنولوجيا الجديدة

إن التفاعل الرقمي عبر مجموعة واسعة من المنصات يوفر فرصًا كبيرة للمسوقين للوصول إلى جمهورهم أينما كانوا. ولكن مع هذه الفرص تأتي التحديات. فهم أي نوع من التجارب الإعلانية يحقق التأثير الأكبر، واختيار المنصات المناسبة للظهور عليها أصبح أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

وبالنسبة للوكالات الإعلامية، تعتبر هذه المرحلة فرصة كبيرة لتكون شريكًا مهمًا للمسوقين في تحديد تأثير الإعلانات عبر المنصات المختلفة.

يعد الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًا لتغيير طريقة تسوقنا عبر الإنترنت. سواء من خلال تحسين محتوى الإعلان أو تخصيص التجربة لكل مستخدم، توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة لزيادة التفاعل مع الجمهور وزيادة فعالية حملات التسويق. لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرص، سيحتاج المسوقون إلى تحسين مهاراتهم في تحليل البيانات وتفسيرها، مع التركيز على إنشاء تجارب إعلانية مبتكرة تناسب كل شخص على حدة.