• الرئيسية
• المحركات

في إطار سعيها لتعزيز قدراتها الصناعية، تتوجه مصر نحو تطوير الصناعات الجوية والعسكرية بشكل خاص، ويعد مصنع قطاع إنتاج المحركات التابع للهيئة العربية للتصنيع مثالًا بارزًا لهذه الجهود. يعمل المصنع على تصنيع قطع غيار المحركات العسكرية وتقديم خدمات الصيانة والعمرات للمعدات العسكرية، بالإضافة إلى تلبية احتياجات شركات الطيران العالمية.

تاريخ المصنع ودوره في الصناعات العسكرية

من الستينات إلى اليوم

تم تأسيس مصنع إنتاج المحركات في ستينيات القرن الماضي بهدف دعم المشاريع العسكرية والمدنية في مصر. مع توقف بعض المشاريع الكبرى، تحوّل المصنع من تصنيع المحركات إلى تقديم خدمات الصيانة والعمرات للمحركات بمختلف أنواعها. هذا التحول ساعد المصنع على توسيع نطاق خدماته، سواء للقوات المسلحة المصرية أو للأسواق العالمية.

دعم القوات المسلحة المصرية

يواصل المصنع دعم القوات المسلحة المصرية من خلال صيانة وعمرة 14 نوعًا من المحركات المختلفة. كما يساهم المصنع في إنتاج قطع غيار محركات الطائرات الحربية، مما يعزز من جاهزية الأسطول الجوي المصري. هذا الدور المحوري للمصنع يساهم في رفع كفاءة القوات المسلحة من خلال ضمان استمرارية الأداء الجوي العسكري.

التعاون مع الشركات العالمية

تصنيع قطع غيار لشركات دولية

إلى جانب تقديم خدماته للقوات المسلحة المصرية، يمتلك المصنع القدرة على تلبية المعايير الدولية لتصنيع قطع غيار محركات الطائرات لصالح شركات طيران عالمية. هذه القدرة تعكس مستوى التميز والجودة التي وصل إليها المصنع، مما يجعله شريكًا موثوقًا في مجال صناعة الطيران على المستوى العالمي.

الاعتماد الدولي من شركة داسو الفرنسية

حصل المصنع على اعتماد دولي من شركة "داسو" الفرنسية للطيران، مما يعكس ثقة الشركات العالمية في قدراته. وتعد "داسو" من الشركات الرائدة في مجال تصنيع مقاتلات رافال، التي تعد جزءًا من الأسطول الجوي المصري، وكذلك العديد من أسلحة الجو حول العالم.

تحديث الورش والمعدات

شهد المصنع في السنوات الأخيرة عمليات تطوير شاملة للبنية التحتية. تم إنشاء ورش تخصصية مجهزة بأحدث المعدات التكنولوجية، مما يعزز من القدرة الإنتاجية وجودة التصنيع. كما تم تدريب الكوادر البشرية على أحدث النظم التكنولوجية لضمان كفاءة الإنتاج ورفع مستوى الابتكار.

خطوة نحو الثورة الصناعية الرابعة

مواكبة للتطورات التكنولوجية الحديثة، أنشأ المصنع مجمعًا للتصنيع الرقمي المميكن ليكون أول نواة مصرية في الثورة الصناعية الرابعة. يُعد هذا المجمع خطوة استراتيجية نحو تعزيز التصنيع الذكي والرقمي في مصر، ما سيفتح آفاقًا جديدة في صناعة الطيران المحلية.

الإنتاج الكمي المرتقب

يستعد المصنع لإطلاق الإنتاج الكمي لقطع الغيار لصالح شركات طيران كبرى، على الرغم من أن أسماء هذه الشركات لم يتم الإفصاح عنها بعد. من المتوقع أن يعزز هذا التعاون موقع مصر في مجال الصناعات الجوية على مستوى العالم، بالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة وتدريب للكوادر المحلية.

تظهر جهود مصنع إنتاج المحركات التابع للهيئة العربية للتصنيع مدى التزام مصر بتطوير صناعاتها الجوية، سواء من خلال دعم القوات المسلحة أو التعاون مع الشركات العالمية. مع التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة وتحديث البنية التحتية، من المتوقع أن تصبح مصر مركزًا إقليميًا رائدًا في مجال تصنيع وصيانة الطائرات والمحركات العسكرية والمدنية.