• الرئيسية
• المحركات

مستقبل الشاحنات ذاتية القيادة: من تسلا إلى "أورورا" وشركات أخرى، تقنيات القيادة الذاتية قد تحدث ثورة في صناعة النقل الثقيل التي تعاني من نقص حاد في السائقين وارتفاع تكاليف اللوجستيات.

بينما تتسابق شركات مثل تسلا ووايمو في السباق نحو تطوير سيارات الأجرة ذاتية القيادة، برزت الشاحنات ذاتية القيادة كحل واعد لتحديات ضخمة تواجه صناعة النقل البري. وفي خطوة هامة، تخطط شركة "أورورا إنوفيشن" الأمريكية بالشراكة مع فولفو وأوبر وفيديكس لنشر ما يصل إلى 10 شاحنات ذاتية القيادة تجاريًا في أبريل 2025، لنقل البضائع بين مدينتي دالاس وهيوستن في الولايات المتحدة الأمريكية.

الشاحنات الذاتية: مواجهة نقص السائقين وتكاليف النقل المرتفعة

تواجه صناعة الشاحنات العالمية العديد من الضغوط الناتجة عن نقص السائقين، حيث تشير التوقعات إلى وجود نقص يزيد عن 80 ألف سائق في الولايات المتحدة، مع توقعات بتضاعف هذا العدد بحلول عام 2030. وفي أوروبا، يُقدّر أن أكثر من 200 ألف وظيفة شاغرة في مجال قيادة الشاحنات، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 745 ألف بحلول عام 2028.

إضافة إلى ذلك، تؤدي ارتفاع تكاليف الوقود وأجور السائقين إلى رفع تكاليف النقل، في الوقت الذي يستمر فيه حجم الشحن في التزايد. لكن مع دخول تقنيات القيادة الذاتية على الخط، يبدو أن هذه المشكلة قد تجد حلاً طويل الأمد.

كيفية عمل الشاحنات ذاتية القيادة؟

تستخدم الشاحنات ذاتية القيادة مجموعة من أجهزة الرادار والكاميرات وأجهزة الاستشعار لتحليل محيط السيارة في مختلف الظروف الجوية. هذه الأجهزة تتكامل مع نظام ذكاء اصطناعي متطور يستطيع معالجة ملايين نقاط البيانات في الوقت الفعلي لتعلّم الطرق وتجاوز العوائق، مما يجعل التنقل عبر الطرق السريعة أكثر أمانًا وفعالية.

ومع سعي الشركات الناشئة مثل أورورا وكودياك روبوتيكس وإينرايد لتحقيق "المستوى الرابع" من الاستقلالية في القيادة، من المتوقع أن تعمل هذه الشاحنات ضمن بيئات محددة مسبقًا على الطرق السريعة، حيث تكون الأوضاع أقل تعقيدًا مقارنة بالمدن الكبرى.

التحديات التنظيمية والتقنية

رغم التقدم الكبير في هذه التكنولوجيا، لا يزال هناك تحديات تنظيمية كبيرة تواجهها. في الولايات المتحدة، هناك قوانين مختلفة من ولاية إلى أخرى، ولا توجد لوائح اتحادية موحدة تنظم استخدام الشاحنات ذاتية القيادة. أما في الاتحاد الأوروبي، فقد تم وضع إطار قانوني في 2022، ولكن استخدام الشاحنات ذاتية القيادة يقتصر بشكل رئيسي على الطرق المعتمدة.

الربح والخسارة: من سيستفيد من الشاحنات ذاتية القيادة؟

من المتوقع أن يكون هناك تحول كبير في سوق الشاحنات الثقيلة ذاتية القيادة، حيث من المتوقع أن تحقق هذه السوق إيرادات ضخمة تصل إلى 616 مليار دولار بحلول عام 2035، مع نصيب كبير لكل من الصين والولايات المتحدة وأوروبا.

بينما يحذر البعض من أن الشاحنات ذاتية القيادة قد تؤدي إلى فقدان وظائف السائقين، يعتقد آخرون أن هذه التكنولوجيا ستساهم في سد الفجوة الكبيرة في العمالة في هذا القطاع من خلال توفير شاحنات تعمل 24 ساعة يوميًا، 7 أيام في الأسبوع.

الشاحنات ذاتية القيادة: نقلة نوعية في النقل البري

قد تُمثل الشاحنات ذاتية القيادة خطوة مهمة نحو المستقبل في صناعة النقل البري، حيث ستساهم في مواجهة العديد من التحديات مثل نقص السائقين وارتفاع تكاليف النقل. ومع تزايد أعداد الشركات التي تعمل على تطوير هذه التكنولوجيا، يمكن أن تكون القيادة الذاتية هي الحل الذي يعيد تشكيل صناعة النقل الثقيل بشكل جذري في المستقبل القريب.