دراسة نفسية جديدة: هل يمكن تجاوز العلاقة العاطفية السابقة؟
كشفت دراسة نفسية حديثة عن حقيقة مفاجئة تتعلق بتجاوز العلاقات العاطفية السابقة. على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن الشخص يستطيع نسيان علاقته السابقة بسرعة، أظهرت نتائج الدراسة أن ذلك قد يستغرق وقتًا أطول مما يعتقد الكثيرون، حتى في حال بدء علاقة جديدة.
4 سنوات ونصف للتغلب على الحبيب السابق
أجرى فريق من علماء النفس دراسة شملت 300 شخص بالغ، كانت علاقاتهم السابقة قد استمرت في المتوسط لمدة أربع سنوات وتم فسخها منذ خمس سنوات على الأقل. ووجدوا أن الشخص يحتاج في المتوسط إلى حوالي 4 سنوات و9 أسابيع حتى يصبح الحبيب السابق مجرد "معارف قدامى"، بينما قد يستغرق الأمر نحو 8.4 سنوات لتختفي كل المشاعر الرومانسية تمامًا.
التساوي بين الرجال والنساء
وفيما يتعلق بالفروق بين الجنسين، أظهرت الدراسة أنه لا توجد فروقات جوهرية بين الرجال والنساء في الوقت الذي يحتاجونه لتجاوز العلاقة السابقة. وأشار الباحثون إلى أن نتائجهم تتناقض مع الاعتقاد السائد بأن الأشخاص يتجاوزون الانفصال العاطفي بسرعة، موضحين أن الشريك السابق يظل جزءًا من الديناميكيات العاطفية لدى الإنسان حتى وإن كان حضوره خافتًا وغير مباشر.
تأثير العلاقات الجديدة على التعافي
أحد الاكتشافات المثيرة في الدراسة هو أن الدخول في علاقة جديدة لم يظهر أي تأثير واضح على سرعة تعافي المشاعر تجاه الشريك السابق. حيث فسر الباحثون ذلك بأن الارتباطات العاطفية العميقة تترك أثرًا طويل الأمد، بغض النظر عن التغيرات التي تطرأ على الحياة العاطفية في وقت لاحق.
مشاعر مستمرة لسنوات
وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Social Psychological and Personality Science أن بعض المشاركين في الدراسة ظلّت مشاعرهم تجاه شركائهم السابقين قائمة لعدة عقود بعد انتهاء العلاقة رسميًا، مما يسلط الضوء على التفاوت الفردي في كيفية التعامل مع الانفصال العاطفي.
هذه الدراسة تعكس حقيقة مهمة مفادها أن تجاوز العلاقات العاطفية ليس بالأمر البسيط أو السريع، وأن العواطف تظل جزءًا لا يتجزأ من تجاربنا الحياتية لفترات طويلة، حتى عندما نبدأ علاقات جديدة.